نورما: فتاة تحملت مسؤولية حياتها
بعد ولادتها بأربع سنوات مرضت الطفلة نورما رادولف بحمى و سخونة شديدة أدت إلى إصابتها بشلل نصفي، فقرر الأطباء أن يضعوا حول أرجلها مدعمات من الحديد.
في يوم سألتها أمها: "نورما ما هو حلمك في الحياة؟" فردت نورما بسرعة و قالت: "أريد أن أكون أسرع امرأة في العالم" فقالت الأم: "باعتقادك و إصرارك ستصلين إن شاء الله لما تريدين".
مرت الأيام و كبرت نورما و صار عمرها أحد عشر عاما استطاعت خلالها أن تدرب نفسها على المشي بدون الحديد فقرر الأطباء إزالته وهم في دهشة تامة.
و عندما أصبح عمرها ثلاثة عشر عاما انتقلت مع عائلتها إلى مدينة تيناسي في الولايات المتحدة الأمريكية و التحقت بمدرسة بها نشاطات رياضية و خاصة الجري.
قابلت والدة نورما المدرب المختص و طلبت منه أن يقبل نورما و بالفعل قبل كلامها و قابل نورما و سألها:" لماذا اخترت سباق الجري بالتحديد ؟" فقالت: "لأنني قررت أن أكون أسرع امرأة في العالم" نظر إليها المدرب بدهشة و كان يعنقد أنها تمزح معه، و لكنه رأى إصرارا و قوة في عينيها لم يرهم من قبل، فقال لها: "عندي إحساس شخصي في أنك ستحققين حلمك" ثم أضاف " و لكن لكي تصلي إلى تحقيق حلمك يجب عليك أن تقرري ذلك من الآن و تكون عندك رغبة مشتعلة و أيضا تأخذي المسؤولية كاملة في كل شيء و في كل النتائج". فقالت نورما: "القرار أخذته و أنا عندي أربع سنوات و الرغبة المشتعلة التي تتكلم عنها هي التي جعلتني ألتحق بهذه المدرسة على وجه الخصوص، أما عن المسؤولية التامة فأنا على استعداد تام لتحملها" فقال المدرب: "هذا يعني التدريب لساعات طويلة و كل يوم". فقالت نورما: "أنا على أتم الاستعداد" ثم سألته: "بعد أن أجبت على كل أسئلتك، متى نبدأ ؟". ضحك المدرب و قال: "من الآن لو أردت".
بدأت نورما التدريبات الذهنية و الجسمانية فكانت تتدرب يوميا لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات، و بعد ستة أشهر من التدريب المستمر قال المدرب لنورما: "ما رأيك أن تشتركي في إحدى البطولات لكي تكسبي خبرات أكبر و تتعلمي من اللاعبات العالميات ؟" فرحت نورما و وافقت على الفور، و التحقت بالبطولة و خسرت خسارة فادحة حيث كان ترتيبها الأخير، لم تحزن نورما و لكنها كانت سعيدة جدا لمجرد الالتحاق. و استمرت نورما على التدريبات و المشاركة في البطولات حتى اكتسبت خبرة واسعة و أصبحت تنافس اللاعبات المحترفات.
و في عام 1960 فازت نورما رادولفت بسباق المائة متر و المائتين متر و الثلاثمائة متر و حطمت الأرقام العالمية و أصبحت أسرع امرأة في العالم.
و الآن دعني أسألك:
* هل قررت أن تأخذ مسؤولية حياتك ؟
* هل قررت أن تأخذ مسؤولية أفكارك و تحولها من سلبي إلى إيجابي ؟
* هل عرفت أنك مسؤول عن تركيزك و نوعية أحاسيسك ؟
* هل عرفت أنك أنت الذي تنتج النتائج التي تحدث لك و ليست الظروف أو المؤثرات الخارجية ؟
* هل قررت أن تأخذ المسؤولية كاملة و تبتعد كل البعد عن القتلة الثلاثة: اللوم و النقد و المقارنة ؟ و أنك أنت الذي تختار مصيرك ؟
* و هل قررت أن تستخدم قدراتك الرائعة و تضعها في الفعل و تتحمل مسؤولية أي نتائج تحصل عليها و تتعلم منها و تنمو بها ؟
لذا ابدأ معي من اليوم و قرر أن تأخذ مسؤولية حياتك.
مقتطف من كتاب الطريق إلى النجاح للدكتور إبراهيم الفقي (بتصرف).
إن أعجبك المقال فاضغط على لايك و ساهم في استمرارنا و تطورنا و شجعنا ببرطاج و مشاركة للموضوع.
إن أعجبك المقال فاضغط على لايك و ساهم في استمرارنا و تطورنا و شجعنا ببرطاج و مشاركة للموضوع.
|
|
|
|