الأحد، 23 فبراير 2014

تعلم مع ستيف جوبز (1) : أن كل علم نافع



لاشك أنك تعرف ستيف جوبز ... و إن لم تكن تعرفه فلا شك أنك تعرف شركته العملاقة آبل ، ستيف يعتبر من بين الشخصيات الأكثر تأثيرا في تاريخ البشرية فالرجل رغم وفاته لازال يعتبر مثالا حيا للعزيمة و الصبر و الإرادة و النجاح و الإبداع ، هو ملهم كل عصامي يريد أن يبدأ من لا شيء فستيف ترعرع وسط عائلة عادية بإمكانيات مادية متوسطة و عانى من صعوبات و مشاكل تبعته طيلة حياته فقد تخلى عنه والداه الحقيقيان المنحدران من أصول عربية و تركاه في ذمة عائلة جوبز البسيطة ، لم يكمل والده بالتبني دراسته المدرسية بينما لم تتخرج أمه من أي جامعة .
بعدها بقرابة 17 سنة ذهب بالفعل للدراسة في جامعة اختارها بسداجة على حد وصفه ، و كانت مصاريف الجامعة غالية و أخدت تستنزف مدخرات والديه بالتبني .
بعد مرور 6 أشهر في الدراسة بهذه الجامعة لم يستطع العثور على أي فائدة من هذه الدراسة و سقط في حيرة من أمره و في شك مريب حول إمكانية الجامعة في مساعدته لتحقيق أهدافه و أحلامه ، فقرر أن يترك الدراسة الجامعية و يوقف أزمة والديه بسبب مصاريف دراسته على أمل أن تتحسن الأمور بعدها .
لم يكن ستيف يحب ما يدرس و بالتالي لم يستفد شيئا من دراسته و اختار الحضور لدروس العلم التي أحببها فعلا و اهتم بها اهتماما كبيرا ... لقد داق جوبز الأمرين فكان مجبرا على المبيث على أرضية غرفة صديق له و كان يجمع زجاجات المشروبات الغازية الفارغة ليعيدها مقابل 5 سنتات ليشتري بها طعاما يقتات به ، كان ستيف يسير كل أحد ما يقارب 7 أميال ليذهب لمعبد هندوسي يوزع وجبة الطعام مجانا ليستفيد منه .
كان التأقلم مع طريقة العيش هته صعبا إلا أنه ألف ذلك مع مرور الوقت .
في هذا الوقت ، كانت كلية رييد رائدة في أمريكا من حيث جودة دروس كتابة الخطوط الإنجليزية ، و لأنه اختار الإنسحاب من التعليم الجامعي الإلزامي ، أتيحت له فرصة حضور دروس الخط هناك ، ليتعلم فنون هذا العلم و أسرار هذا الفن ، فتعلم الكثير عن الخطوط و عن قواعد احتساب المساحة الفارغة اللازم تركها بين كل حرف و التالي ، الأمر الذي يساعد على الكتابة بشكل جمالي و مبهر ، وقتها لم يكن لدراسة هذا الفن أي إمكانية للإستفادة منه في حياته المقبلة لكن بعدها بعشر سنوات حين شرع في تصميم أول حاسوب ماكينتوش ، تذكر هذه اللحظات الجميلة ، و أعاد تطبيقها كلها داخل نظام عرض للخطوط بشكل جذاب و راقٍ .
لو لم ينسحب ستيف جوبز من مساره الجامعي لم يكن ليتعلم فن الخطوط من خلال حضور دروس كلية رييد ، و ما كان ماك ليقدم خطوطا دات مسافات متناسبة فيما بين حروفها ، و لأن نظام التشغيل ويندوز قلد الماك فأغلب الظن أنه لولا ذلك لم قدم أي نظام كمبيوتر الخطوط دات المسافات المتناسبة فيما بين حروفها ، لما كنت تقرأ مقالي هذا بأريحية تامة ...لقد فهم ستيف حينها الصلة ما بين الأحداث و تعلم أن كل شيء نافع و أنه علينا أن نشرع في تعلم كل شيء يثيرنا ... فكل علم نتعلمه نافع لناهذه الطريقة في التفكير لم تخدل ستيف يوما ، و هي التي صنعت الفارق العظيم في حياته !
إن أعجبك المقال فاضغط على لايك و ساهم في استمرارنا و تطورنا و شجعنا بباطاج و مشاركة للموضوع