من قواعد التميز : فن اتخاد القرار
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد خلق الله تبارك و تعالى الإنسان و ترك له مهمة الإختيار و ذلك لإعمار الأرض لذا كان على الإنسان أن يقرر و أن يساعد نفسه بل و الآخرين على اتخاد القرار .
و من يقول أنا لا أستطيع أن أتخد قرارا فهذا في حد ذاته قرار بعدم اتخاد القرار !
إننا جميعا لدينا قرارات مشتركة و هي أن نكون سعداء في حياتنا ، و أن نكون ناجحين في عملنا ، لكننا نجد أنفسنا لم نفعل أيا مما قررناه ، و هذه القرارات تعرف باسم القرارات الضعيفة ، أما القرارات القوية فهي القرارات التي يستطيع صاحبها أن ينفدها ، و علينا أن ندرك أن القرار هو ما يحدد المصير ...
و لكي نتخد قراراتنا بشكل صحيح علينا أن نعلم كيفية اتخاد القرار الصحيح حتى نصل لأفضل حال في الدنيا و الآخرة .
أحب أن أبدأ بقصة ربما تكون مفيدة لنا في اتخاد القرار و من تم تغيير حياتنا ...
ففي أواخر الخمسينيات كان هناك رجل يعمل في شركة '' فورد '' للسيارات و قد حدث بينه و بين فورد نفسه مشكلة ، مما أدى إلى طرد هذا الرجل و فصله من عمله ..
قرر هذا الرجل أن ينافس شركة '' فورد '' بل و يتفوق عليها فذهب للعمل في شركة '' كرايزلر '' العالمية و تولى إدارتها ، و كانت هذه الشركة تعاني من الديون ، حيث كانت مدينة بأكثر من 80 مليار دولار ، و أكثر من 500 ألف عامل بها كانوا سيعانون البطالة إذا أغلقت الشركة ، و أكثر من 2500 فرع في العالم للشركة ستُغلق ، و لم يكن لدى الشركة غير 25 مليون دولار في البنوك سيولة لرأس مال الشركة ..
قرر هذا الرجل أن يتحرك بطريقة مختلفة فدهب للكونغرس الأمريكي ، و طلب من الرئيس الأمريكي أن يعطيه المال على سبيل القرض و الذي سيقوم بتسديده ليساعده على إبقاء نشاط هذه الشركة ، و وافق الرئيس عندما علم أنه بإغلاق تلك الشركة سيكون هناك 500 ألف عامل مشردين في الشوارع ، و بالفعل أعطاه 5 مليارات دولار ، و عاد الرجل بالمال ليفكر مذا عليه أن يفعل ؟ و من أين يبدأ ؟
قرر هذا الرجل أن تكون بدايته بأن يأتي بأفضل المتخصصين للعمل معه في الشركة ، و بدأ يركز على أقسام الشركة القوية و يهمش الأقسام الضعيفة و يركز على العمال المنتجين في شركته ، فنظم الأمور الداخلية للشركة ، و في خلال تلاثة أشهر أو أربعة انتظمت الشركة تماماً ..
بعد انتظام شؤون الشركة كانت لديه مشكلة و هي التسويق .. ما الذي سيجعل الناس يشترون سيارات شركته ؟
لابد أن تختلف سياراته عن السيارات الأخرى ، لابد أن تكون هناك ميزة في سياراته لا تتوفر في السيارات الأخرى ، لابد أن يكون هناك ابتكار في سياراته ..
جمع هذا الرجل موظفيه و أخبرهم أنهم إن لم يتمكنوا من اختراع سيارة مختلفة تماما عن كل السيارات الموجودة بالسوق و ذلك خلال 6 أشهر فإنهم جميعا مفصولون ..
و بالفعل خلال ستة أشهر و هي فترة يكاد يستحيل فيها تحقيق هذا الإنجاز قامت هذه الشركة بإنتاج أول سيارة متكلمة في العالم ، فكانت تتكلم بعشرة أشياء .. فتقول مثلا : لا تنس المفاتيح .. لا تنس الباب مفتوحا .. و قد تم بيع أكثر من مليون سيارة من هذا النوع خلال ثمانية أشهر ، و استطاع هذا الرجل أن يسدد ديون الشركة في أقل من ست سنوات ، و أصبحت شركة '' كرايزكر '' من أقوى خمس شركات منتجة للسيارات في العالم ، و كل هذا بدأ بقرار من هذا الرجل ...
و الآن هذا الرجل قد رحل من موقعه في الشركة ، و جاء غيره ، لكن هل منا من يعرف من هو الرئيس الذي حل محله ؟ بالطبع لا ، لمذا ؟
لأن من جاء بعد هذا الرجل الذي نذكر قصته قرر الإستمرار على المنوال ذاته الذي كان عليه سابقوه و أن يتعامل مع وظيفته على أنها كرسي يسعى بكل جهده أن يحافظ على جلوسه عليه دون أن يفكر و بقوة في مشاكل شركته و أن يجد لها حلا غير تقليدي و دون أن يفجر الطاقات البشرية الهائلة الموجودة لدى مساعديه و دون أن يضع نفسه أمام تحدّ قوي يطالب نفسه بتحقيق ما يراه الآخرون مستحيلاً .
مقتطف من كتاب فن اتخاد القرار للكاتب و المحاضر العالمي إبراهيم الفقي
إن أجبك المقال فاضغط على لايك و ساهم في استمرارنا و تطورنا و شجعنا ببرطاج و مشاركة للموضوع
|
|
|
|